خلاصة المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

خلاصة المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد

 قراءة وتنسيق وإعداد العبد الفقير إلي الله| أبوعمار الأثري

قم بتحميل عصير الكتاب(DOC)أو(PDF

قم بتحميل الكتاب كاملاً المختصر المفيد (PDF

شرح الصوتي لكتاب ( هنا)

معلومات الكتاب كاملة.

 الكتاب: المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد.

المؤلف: فضيلة الشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله تعالي.

الناشر: مكتبة ابن القيم، الكويت.

الطبعة: الأولى 1430 هـ.

عدد الصفحات: 65

الإشارة الكاملة لكتاب: الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد، مكتبة ابن القيم، الطبعة الأولي 1430 هــ.

§  تحت رعاية مشروع (اقرأ)

عصير هذا الكتاب من ضمن مشروع اقرأ قراءة  وعصر 100 كتاب في العقيدة الإسلامية الصحيحة.

لتعرف علي المشروع والمشاركة فيه: https://goo.gl/ChEJOW

المشرف العام علي المشروع | أبوعمار الأثري www.facebook.com/struggler2015

خلاصة المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد

(نهج جديد في تلخيص الكتب الإسلامية ونشر أهم فوائدها )

§  أقسام التوحيد ثلاثة:

1. توحيد الربوبيّة.

2. توحيد الأسماء والصفات.

3. توحيد الإلهية.

§ تعريف الأقسام الثلاثة ( حسب مصطلحات المؤلف حفظه الله)

1. توحيد الربوبية:

هو الإقرار بأن الله تعالي رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه، وأنه المحيي المميتالذي له الأمر كله  وبيده الخير كله، القادر على كل شيء وليس له في ذلك شريك.

2. توحيد الأسماء والصفات:

هو الإقرار بأن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والإيمان بأسماء الله وصفاته بدون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.

3. توحيد الإلهية:

مبناه على إخلاص التأله لله تعالى، وإخلاص العبادات كلها ظاهرها وباطنها لله وحد لا شريك له فلا  يعجل  فيها شيء لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، فضلا عن غيرهما، ولأجل هذا التوحيد خلقت  الخليقة وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب، وبه أفترق الناس إلي مؤمنين وكفار وسعداء وأهل الجنة وأشقياء  أهل النار.

§ أضداد أقسام التوحيد:

 ضد توحيد الربوبية: اعتقاد العبد وجود متصرف مع الله غيره فيما لا يقد عليه إلا الله عز وجل.  

ضد توحيد الأسماء والصفات: شيئان ويعمهما اسم الإلحاد:

1. نفي ذلك عن الله عز وجل وتعطيله عن الصفات كماله ونعوت جلاله الثابتة بالكتاب والسنة

2. تشبيه صفات الله تعالي بصفات خلقه وقد قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

ضد توحيد الألوهية: صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله عز وجل وهذا هو الغالب على عامة المشركين وفي الخصومة بين جميع الرسل وأممها.

§  توحيد الربوبية لا يكفي !

لقد حكي الله سبحانه في كتابه عن المشركين أنهم مقرين بتوحيد الربوبية منها: (يونس 31) ( الزخرف 87) ( العنكبوت 63) (النمل 62) فهم كانوا يعرفون الله ويعرفون ربوبيتهوملكه وقهره ومع ذلك فإن الإقرار لا يكفيهم ولا ينجيهم وما ذلك إلا لإشراكهم في توحيد العبادة الذي هو معني لا إله إلا الله ولهذا قال الله تعالى عنهم: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ

§  بعض دلائل التوحيد:

1.القرآن: فمن أدلة توحيد الربوبية: قول الله تعالي:الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

وقوله: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

وقوله: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ

ومن أدلة توحيد الألوهية: قول الله تبارك وتعالي: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَلأن لله معناه المألوه المعبود

وقوله:إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

قولهوَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

ومن أدلة توحيد الأسماء والصفات: قول الله تعالى: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

وقوله: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا

من الآيات الجامعة لأقسام التوحيد الثلاثة: قول الله تعالي: 1.اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ♂  فإن هذه الآية الكريمة المباركة متكونة من عشر جمل، فيها من توحيد الله وتمجيده وتعظيمه وبيان تفرده  بالكمال والجلال وما يحقق لمن قرأها الحفظ والكفاية وفيها من أسماء الله الحسني خمسة أسماء وفيها من  صفات الله ما يزيد لى العشرين صفة .

2. قول الله تعالي: قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ♂  

3. قول الله تعالي:رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا

§ الدلائل من السنة:

فيما يلى ذكر لبعض الأدعية والأذكار الجامعة لأقسام التوحيد الثلاثة:

1. عن  شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَاصَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا

مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا،فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ»] رواه البخاري 6306

2.  كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا، إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ:[«اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ،وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ  عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ»] مسلم 2713

§ القرآن كله مقر بهذا التوحيد.

قال الإمام الشوكاني رحمه الله في مقدمة كتابه القيم إرشاد الثقات صــ 4: [ وَاعْلَم أَن إِيرَاد الْآيَات القرآنية على إِثْبَات كل مقصد من هَذِه الْمَقَاصِد وَإِثْبَات اتِّفَاق الشَّرَائِع عَلَيْهَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ من يقْرَأ الْقُرْآن الْعَظِيم فَإِنَّهُ إِذا أَخذ الْمُصحف الْكَرِيم وقف على ذَلِك فِي أَي مَوضِع شَاءَ وَمن أَي مَكَان أحب وَفِي أَي مَحل مِنْهُ أَرَادَ ووجده مشحونا بِهِ من فاتحته إِلَى خاتمته]

§ تقسيم التوحيد حقيقة شرعية معلومة بالاستقراء:

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلي ثلاثة أقسام:

1. توحيده في ربوبيته وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء قال تعالي: ▬ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ  الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ

وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: ▬قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ♂ تجاهل من عارف أنه عبد

مربوب بدليل قوله تعالي: ▬قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي  َأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا

وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله كما قال تعالي: ▬وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ

2. توحيده جل وعلا في عبادته وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معني لا إله إلا الله وهي متركبة من نفي وإثباتوأكثر آيات القرآن من هذا النوع من التوحيد وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم ▬أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ

3. توحيده جلا وعلا في أسمائه وصفاته وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين:

الأول: تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم، كما قال تعالي: ▬لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلي الله عليه وسلام على الوجه اللائق بكماله وجلاله كما قال بعد قوله: ▬ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ: ▬وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ♂ مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف.

وقال الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله: [هذا التقسيم الاستقرائي لدي متقدمي علماء السلف أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهم وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيموهو استقراء تام لنصوص الشرع وهو مطرد لدي أهل كل فن]

وما يؤمن بالتوحيد من لم يؤمن بهذه الأقسام الثلاثة لمستمدة من نصوص الشرع إذ التوحيد المطلوب شرعاً هو الإيمان بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيتيه وأسمائه وصفاته ومن لم يأت بهذا جميعه فليس موحداً.

§ دلالة كلمة التوحيد على هذا التقسيم:

بل أن كلمة التوحيد لا إله إلا اللهالتي هي أصل الدين وأساسه قد دلت على أقسام التوحيد الثلاثة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [وشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإلهيات وهي الأصول الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات وهذه الأصول الثلاثة تدور عليها أديان الرسل وما أنزل إليهم وهي الأصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر]

§ دلالة لاحول ولاقوة إلا بالله على تقسيم التوحيد:

هي كلمة عظيمة وفيها من المعاني العميقة والدلالات المفيدة ما يثبت الإيمان ومن جملة دلالات:

1 تضمنها الإقراء بربوبية الله وأنه وحده الخالق لهذا العلم المدبر لشؤونه المتصرف فيه بحكمته ومشيئته.

2. تضمنها الإقراء بأسماء الله وصفاته إذ القائل لهذه الكلمة ولابد مقر بأن المدعو المقصود الملتجأ إليه بهذه الكلمة غني بذاته.

3. تضمنها الإقرار بألوهية الله وأنه وحده لمعبود بحق ولا معبود بحق سواه وذلك في قوله: إلا الله.

§ ذكر بعض أقوال السلف في تقرير هذه الأقسام:

كتب السلف الصالح مليئة بالتصريح تارة والإشارة تارة إلي هذه الأقسام منها:

الإمام أبو حنيفة النعمان  ت 150 هـ [ والله يدعي من أعلي لا من أسفل لأن الأسفل ليس وصف الربوبية والألوهية في شيء] الفقه الأبسط صــ 51

وقال الإمام ابن بطة  ت 387  في كتابه الإبانة صــ 693: [وذلك أن أصل الإيمان بالله  الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:

1. أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مباينا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.

2.  أن يعتقد وحدانيته، ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره

3 أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه.( أنظر باقي الأقوال في الكتاب نفسه)

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات