الوحدانية بين الإسلام والمسيحية


الوحدانية بين الإسلام والمسيحية

 يقول القس لبيب ميخائيل :[الله الذي يؤمن به المسلمون ليس هو إله المسيحيين، لأن إله المسلمين مطلق الوحدانية، ويشارك معه الاعتراف بمحمد رسولاً في إقرار شهادة المسلم ويقر القرآن أنه لا يُقسم بذاته بل بمخلوقاته أما إله المسيحيين فهو إله واحد  جامع في وحدانيته ولا يقسم إلا بذاته]([1])

لنا عدة تعليقات على كلام القس يعترض على التوحيد ويقول مطلقا الوحدانية ! سبحان الله هل الثالوث هو كامل الوحدانية ردي في نقاط:

§ التوحيد في الإسلام.

الإسلام دين التوحيد لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد الخالص وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة  و حقيقة الشهادة: إنَّ شهادة أن لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة أو مجرد عبارات، لكن حقائق هذه الكلمة التي بعث الله تبارك وتعالى بها أنبياءه جميعًا. وحقيقة الإسلام هو معنى لا إله إلا الله، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروة الوثقى.

لا إله: نفي. وإلا الله: إثبات. والإله، معناه: المعبود. أي:لَا إِلَه إِلَّا الله: هُوَ: لَا معبود بِحَق إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ. هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى فتضمنت هَذِه الْكَلِمَة الْعَظِيمَة أَن مَا سوى الله من سَائِر المعبودات لَيْسَ بإله حق بل بَاطِل وَأَن الْإِلَه الْحق إِنَّمَا هُوَ الله وَحده لَا شريك لَهُ

والدليل على الوحدانية في القرآن كثير جداً فالقرآن كله توحيد وإليك بعد الأمثلة القليلة جداً:

وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ♂ سورة البقرة 163

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ♂ سورة البقرة 255

ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ♂ سورة الأنعام 103

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى♂ سورة طه 8

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي♂ سورة طه 14

وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ♂ سورة الرعد 30

هذا قليل من كثير في المقابل كما سيأتي لاحقاً أن لا يوجد دليل واحد صريح يقول فيه يسوع أنه الله أو ثالوث!

§وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ

هذه هي الوحدانية في الإسلام ما من إله إلا إله واحد لا ثلاثة أو إله واحد مثلث الأقانيم ! فهذه الآية تدحض التثليث النصراني دعني أنقل لك بعض أقوال العلماء في تفسير الآية  الكريمة([2])

يقول الإمام الزمخشري: [من في قوله: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌللاستغراق وهي القدرة مع (لا) التي لنفي الجنس في قولك {لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ} والمعنى: وما إلٰه قط في الوجود إلا إلٰه موصوف بالوحدانية لا ثاني له، وهو الله وحده لا شريك له.]([3])

ويقول الأمام ابن كثير :[ قال الله تعالى: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ أي: ليس متعدداً، بل هو وحده لا شريك له، إله جميع الكائنات وسائر الموجودات.]([4])

ويقول الإمام أبو جعفر الطبري : [يقول الله تعالـى ذكره مكذّبـاً لهم فـيـما قالوا من ذلك: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ يقول: ما لكم معبود أيها الناس إلا معبود واحد، وهو الذي لـيس بوالد لشيء ولا مولود، بل هو خالق كلّ والد ومولود.]([5])

 ويقول أيضاً الإمام الألوسي رحمه الله: [وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ أي والحال أنه ليس من الموجودات ذات واجب مستحق للعبادة لأنه مبدأ جميع الموجودات إلا إله موصوف بالوحدة متعال عن قبول الشركة بوجه، إذ التعدد يستلزم انتفاء الألوهية ـ كما يدل عليه برهان التمانع ـ فإذا نافت الألوهية مطلق التعدد، فما ظنك بالتثليث؟! و{مِنْ} مزيدة للاستغراق كما نص على ذلك النحاة.]([6])

إذاً فالحق أن القرآن كلَّه يتحدث عن التوحيد، وما ذاك إلا لعِظَم شأن التوحيد وأهميته والحاجة الماسة إليه. بل يدحض التثليث المسيحي  والآيات القرآنية تمس العقيدة المسيحية مساساً مباشرة ؛ هذا هو التوحيد والوحدانية في الإسلام إله واحد لا شريك له لاند له لا ولد له لا زوجة له ▬وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ.

الوحدانية في الكتاب المقدس !

رغم الكنيسة والنصارى اليوم تعتقد التثليث كعقيدة من عقائدها لا يوجد دليل عليها في الكتاب المقدس صحيح صريح وأتحدى القس في ذلك، بل نجد العكس تمام نصوص تدل على وحدانية الله في الكتاب المقدس ومنها:

§ العهد القديم

تثنية 5:6[إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ ]

تثنية 4 :39 [فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ]

تثنية 32 :39 [اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي.أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ]

إشيعاء 5:45 [أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ] وليس آخر

إشيعاء 21:45[أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ.]

§ الأناجيل:

يوحنا 3:17 [وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.]

 هذا النص يهدم فكرة الثالوث معنه لا إله إلا الله يسوع المسيح رسول الله ! أليس كذلك ؟ بلي

يسوع لا يخالف تعاليم العهد القديم ويأمر بوصايا موسي قائلاًمرقس 29:12 [أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.]

متي 11:4 [قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ]

لوقا  18:19 [وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلاً: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَإذاً أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لماذا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.]

§ رسائل بولس :

حتي بولس المتهم الرئيسي في تحريف دين النصارى لم يخطر في باله الثالوث بل تجد نصوص توضح وحدانية الله منها هذه الأمثلة القليلة :

رومية 30:3 [لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ]

  بل يحذر من تعدد الآلهة ويقول الرب واحد ! كو 5:8  [وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً. لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ َكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ] إذاً الوحدانية ظاهرة في

القرآن الكريم والكتاب المقدس لكن الكنيسة تخالف هذا النصوص أو تفسرها حسب معتقدها  وتؤمن بثالوث ليس عليه أي دليل كما سيأتي في السطور القادمة ..

§ معني لا إله إلا الله محمد رسول الله

يقول القس لبيب ميخائيل كلاماً عجيباً يدل على الجهل الشديد عند القساوسة ببدايات العقائد الإسلامية ما تخيلت في حياتي قس يبلغ من العمر أكثر من 90 عام يقول شهادة المسلم شرك (!!)  سبحان ربي يقول القس الفصيح [والفرد لا يصير مسلماً إلا إذا نطق بالشهادتين : أشهد أن لا إله  إلا الله وأن شهد أن محمداً رسول الله و إذا شهد الفرد بأن لا إله إلا الله وكفي.. ولم يشهد أن محمداً رسول الله فهو ليس مسلماً بهذا شارك محمد ﷺ إله المسلمين في شهادة المسلم والغريب أن المسلم لا يعتبر  هذه الشهادة شركا بالله]([7])

لا أجد تعليق أفضل من الكتاب المقدس عند القس نص من روائع الرب يهوه: عزرا  3:9  [فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهَذَا الأَمْرِ مَزَّقْتُ ثِيَابِي وَرِدَائِي وَنَتَّفْتُ شَعْرَ رَأْسِي وَذَقْنِي وَجَلَسْتُ مُتَحَيِّراً]

وأجمل تعليق من شيخنا وسام حفظه الله القس لا يعلم ما هو التوحيد ..حتي يعلم ما هو الشرك ..قلت: إي وربي

قلت سابقاً أن معني لا إله إلا الله يعني لا معبود بحق إلا الله القس يبدو لا يفهم بدايات المسائل عندما يقول المسلم مقترن باعتراف برساله النبي الأمين ﷺ لا يعني بذلك إشراك النبي كلا  بل نجد في القرآن الكريم آيات تدل علي طاعة الرسول ووجوب إتباعه  يقول ▬وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ♂ ويقول  ▬مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ

وإليك نص في الكتاب المقدس يوضح المعني   يوحنا 3:17  [وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.] هذا النص هو نفس معني لا إله إلا الله محمد رسول الله كيف ذلك

أنت الإله الحقيقي وحدك = لا إله إلا الله ويسوع المسيح الذي أرسلته = وأن يسوع المسيح هو رسول الله

يقول الإمام القرطبي رحمه الله: [لَا إِلهَ إِلَّا هُوَنَفْيٌ وَإِثْبَاتٌ. أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَآخِرُهَا إِيمَانٌ، وَمَعْنَاهُ لَا مَعْبُودَ إِلَّا اللَّهُ]([8])

ويقول الإمام ابن كثير : [اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ: إِخْبَارٌ بِأَنَّهُ الْمُتَفَرِّدُ بِالْإِلَهِيَّةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائِقِ]([9]) 

§ معني أشهد أن محمداً رسول الله.

يقول القس لبيب ميخائيل: [بل إن القرآن ذهب إلي أكثر من ذلك في إشراك محمد مع الله فقال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا سورة النساء 80 طاعة محمد ﷺ تساوي طاعة الله]([10])

أحب أقول أولاً معني أن محمداً رسول الله الإيمان بأنه رسول الله حقاً، وأن الله أرسله للثقلين الجن والإنس بشيراً ونذيراً، وأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، وأن الواجب إتباعه، وذلك بتصديق ما جاء به والإيمان بأنه رسول الله حقاً، وطاعة أوامره وترك نواهيه، وأن لا يعبد الله إلا بشريعته عليه الصلاة والسلام، هذا هو معنى هذه الشهادة، شهادة أن محمداً رسول الله: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.

 يقول الإمام ابن كثير رحمه الله : [يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّهُ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى.]([11]) لأن الرسول  ﷺ لا يأمر إلا بما أمر الله بدليل قول الله تعالي▬ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى♂ سورة النجم 4

ويقول الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله: [وهذا إعذارٌ من الله إلى خلقه في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى ذكره لهم: من يطع منكم، أيها الناس، محمدًا فقد أطاعني بطاعته إياه، فاسمعوا قوله وأطيعوا أمرَه، فإنه مهما يأمركم به من شيء فمن أمري يأمركم، وما نهاكم عنه من شيء فمن نهيي، فلا يقولنَّ أحدكم: “إنما محمد بشر مثلنا يريد أن يتفضَّل علينا]([12])

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله [هكذا نعرف أن طاعة الرحمن تستوجب طاعة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. إذن فقد فوض الله رسوله أن يُشَرِّع للبشر. وهو عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ ما ينطق عن الهوى]([13])

وطاعة  الرسول الذي جاء بأمر الله أمر بداهي وجاء في كتابك أيها القس  متي 10 :40[مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.] أي من يقبل تعاليم يسوع يقبل الله إذاً لماذا يعترض القس ؟

يوحنا 20:13[اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي، وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».]

وفي سفر صموئيل الأول 7:8 [فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ.]

وفي سفر التثنية 15:18 ــ 22 يقول الرب: [يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِفَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ»]

لوقا 16:10 [اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي]

§ خلاصة الكلام.

لقد فرض الله تعالى طاعة رسوله، وهذا شأن المرسلين جميعًا، فالله عز وجل يقول ▬وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ(سورة النساء 64) ولن يتحقق الفلاح والفوز والنجاح لأمة إلا إذاً أطاعت رسولها، فما من رسول أرسله الله تعالى إلى قومه إلا فرض طاعته عليهم، ورسل الله تعالى كلهم دعوا أقوامهم إلى توحيد الله تعالى، فالدين الذي جاءوا به كلهم هو الإسلام محمد ﷺ ليس بدعًا في ذلك، إنما هو على درب الرسل السابقين يسير، وعلى منهج الله تعالى الذي رسمه لعباده يهدي أمته، وهذا المنهج هو صراط الله المستقيم. لقد قرن الله عز وجل طاعة رسوله بطاعته، وعطفها عليها في مواضع كثيرة من القرآن، وهذا يفهم منه أن من أطاع الله ولم يطع رسوله فلا قيمة لطاعته لربه، كما أن من أطاع الرسول ولم يطع الله تعالى فطاعته أيضاً لا تفيده شيئًا حتى يجمع بين طاعة الله تعالى وطاعة رسوله ، كما أن الإيمان بالله مقرون بالإيمان بالرسول قال تعالى ▬ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ♂ آل عمرن 32

§ لماذا لا يكتفي المسلم بشهادة لا إله إلا الله؟

 شهادة أن محمداً رسول الله هي مكملة لشهادة التوحيد  معني لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله فمعني الشهادة أنك تقر وتؤمن أنك لن تعبد إلا الله فقط، فكيف ستعبد الله ؟هل ستعبده كما يريد أم كما تريد أنت؟ بالطبع سنعبده الله كما يحب الله ويريد سبحانه فكيف سنعرف مراد الله؟ لابد من الإيمان بالرسول لأنه الذي أختاره الله ليعلمنا كيف نعبد الله؛ ولذلك كانت شهادة أن محمداً رسول الله ضرورية لتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله؛ لأنها لا تتحقق إلا بعبادة الله وحده وعبادة الله لا تكون إلا بما شرع الله، وهذا الشرع لا يكمن معرفته إلا من

خلال النبي ﷺ الذي ارتضاه الله لهذا الزمان([14]).


[1]  المرجع السابق

[2] لمزيد من الأقوال أنظر: العلم والمعرفة، أستاذ أبو المنتصر شاهين، والبيان شبهات وردود، عدة مؤلفين، دار القمري.

[3]  الكشَّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل ، أبو القاسم الزمخشري، دار إحياء التراث العربي, الجزء 1- صــ 697.

[4]  تفسير القرآن العظيم, الحافظ ابن كثير، دار طيبة، الجزء 3 صــ 158

[5] جامع البيان في تأويل آي القرآن، أبو جعفر الطبري، مؤسسة الرسالة، الجزء 10 صـــ 422  

[6] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، أبو الفضل الألوسي، دار إحياء التراث العربي، الجزء 6 صـــ 207

[7] إلهنا ليس إلهكم، لبيب ميخائيل، صـ 11

[8] الجامع لأحكام القرآن، الإمام شمس الدين القرطبي، دار الكتب المصرية، الجزء 2 صـ 191

[9] تفسير القرآن العظيم، الإمام ابن كثير، دار طيبة، الجزء 1 صـ 678

[10]  إلهنا ليس إلهكم، لبيب ميخائيل، صـ 11

[11] تفسير القرآن العظيم، الإمام ابن كثير، دار طيبة، الجزء 2 صـ 363

[12] جامع البيان في تفسير آي القرآن، أبو جعفر الطبري، مؤسسة الرسالة، الجزء 8 صـ 561

[13] تفسير الشعراوي، الشيخ محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، الجزء 2 صــ 908

[14] نقلاًعن : الردود المسكتة، أبو عبدالله الصارم، دار اليسر، صـ 256

أضف تعليق